الثلاثاء، 10 يناير 2012

حوار بين دمعة حزن ودمعة فرح


في البداية تخاصم الاثنان من يبدأ أولا وربما لأن دمعة الحزن هي من تكون السباقة دائما فقد افتتحت هذا الحوار :
دمعة الحزن : أهلا يا دمعة الفرح .
دمعة الفرح : أهلا يا دمعة الحزن ، هل أتيت لتكملي مسلسل التهكم والتشمت ؟
دمعة الحزن : لا بالطبع لا ولكن ...
دمعة الفرح : ولكن ماذا أنتي دائما الغالبة ، دائما تخرجين رغم انف صاحبك تمزقين فيه كل ما بقي له من كبرياء ، وتقتلين أمله وطموحه وتعيدينه لاحزانه
دمعة الحزن : ( وبتعجب ) من يقول ذلك فعلى العكس أنا الوحيدة التي أكون سببا في افراغ ما يكنه ذلك الإنسان من هموم ومصائب ، و أكون له خير عون في نفض غبار آلامه وغسلها ... ( صمتت قليلا ثم استدركت قولها بصوت عالي ) بل أنتي أيتها الدمعة الفرحة من تبخلين على صاحبك ....
دمعة الفرح : مقاطعه أنا ؟؟؟؟

دمعة الحزن : نعم أنتي ..!!!
دمعة الفرح : وكيف ذلك ؟؟!!
دمعة الحزن : أنتي تكونين ثقيلة جدا في التعبير عن ما يفرح قلب صاحبك فلا تكادين تخرجين ألا وسرعان ما يرجعك كبرياؤك إلى مكانك .
دمعة الفرح : ( والحزن يعصرها ) كلامك ليس صحيحاً على الإطلاق ، فأنا ملك لصاحبي ولكن ما ذنبي لو كانت أفراح الإنسان معدودة في أيامه ولا يكاد يخرجني من سجني ألا قليلا وقليلا جدا ... فماذا أفعل ؟؟!!
دمعة الحزن : فعلا كلامك سليم ومقنع ، فأنا مع الأسف أصبحت ملازمة لصاحبي حتى انه يكاد أن يشتاق لي فيخرجني من سجنه ويطلق لي العنان ولا يسمح لي بالتوقف حتى أكاد انتهي من عينيه .
دمعة الفرح : ( وبتعجب شديد ) تنتهين من عينيه ؟؟!!!
دمعة الحزن : نعم فهل أتاك يوما مثل هذا الإحساس ، وهو أن تحسي بقرب نهايتك ؟
دمعة الفرح : الهذا الحد وصلت أحزان الإنسان ؟؟ هل كثرت أحزانه وقلت أفراحه ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟

دمعة الحزن : ( وقد بدأت تجهش بالبكاء ) نعم للأسف كما قلت لك أصبحت ملازمة لصاحبي دائما وفي كل يوم أنا على موعد مع صاحبي يوقظني من نومي وينتزع مني ابسط حقوقي فيخرجني من صمتي
دمعة الفرح : يا سبحان الله ..!! هل تغير الزمن ؟؟ أم الناس ؟؟ أم ظروفهم ؟


دمعة الحزن : الزمن لا يتغير ، ولا الناس ولكن ظروفهم وبيئتهم وأحوالهم هي التي تتبدل .
دمعة الفرح : وكيف ذلك ؟؟
دمعة الحزن : الأسباب كثيره فمنهم من يبكي حزنا على اغتصاب الاراضي العربية والمسلمة ، منهم من يبكي على فراق عزيز أو صديق أو حبيب له ، ومنهم من يبكي على فشله في شيء معين .
دمعة الفرح : ولا تنسي أن منهم من يبكي فرحا على رجوع الأراضي لأصحابها ، ومنهم من يبكي على عودة عزيز أو صديق أو حبيب له ، ومنهم من يبكي فرحا لنجاحه في شيء معين .

دمعة الحزن : نعم صحيح ولكن أيهما اكثر ما ذكرته أنتي أم ما ذكرته أنا ؟؟!!
دمعة الفرح : ( تلعثمت وسكتت وبدت علامات الاستفهام في وجهها ) ؟؟؟؟
دمعة الحزن : ما بك صامته ؟؟؟
دمعة الفرح : وما عساي أن أقول حتى وأنا في هذا اللحظات ورغم أنى دمعة فرح ألا إنني احتاج لدمعة الحزن .

هناك تعليقان (2):