الجمعة، 11 نوفمبر 2011

عقوق الأبناء..وعقاب الوالدين





كثيرا ما نتكلم ويتكلم غيرنا عن عقوق الوالدين خاصة الأم التي تلقى ذلك النوع من العقوق وهي التي انجبت وربت ورعت ونعرف عاقبة هذا العقوق من الله عز وجل، ونحذر أبناءنا منه، وكثيرا ما ندعي أن ما قد يحدث للأبناء من حوادث قد يكون بسبب عقوق احدهم لوالديه وقد يكون هذا صحيحا أحياناً. ولكن ألا نجد أننا نحن الآباء والأمهات قد نكون عاقين لأبنائنا، ونستحق احيانا العقاب على ذلك؟ والعقوق في هذا الجانب قد يكون من خلال الاختيار غير المناسب للزوجة أو الزوج الذين سيكونون آباء وأمهات للأبناء حيث قد يكون ذلك الاختيار مسيئاً لهم كون أحد الآباء غير صالح او يتعامل مع الأبناء باهمال وقسوة، وهذا ما نسمع عنه ونقرأ ونرى احيانا كثيرة، كما أن الاهمال من جانب الام لأطفالها الصغار وتركهم مع الخادمة طوال اليوم ترعاهم وتغذيهم وتشرف على خدمتهم، والأم في حالة غياب ذهني وجسدي عنهم في الحفلات والمناسبات السعيدة وغير السعيدة! بالاضافة إلى إهمال الأب لهؤلاء الأبناء لكونه غائبا عنهم في الكثير من الأوقات، غير آبه باضفاء العواطف الأبوية المطلوبة لهم، ولا بتوفير ادنى الرعاية التي يسعون اليها فهم مجرد «عزوة» له و«فخر» لانه انجب اطفالا يحملون اسمه!. والكثير من الصور التي نراها ونسمع عنها تؤكد ذلك العقوق، فالأم التي تركت ابنتها لعدة ساعات في محل لتسريح الشعر، حتى كاد ذلك المحليغلق ابوابه والأم لم تعد لأخذ ابنتها ولا تعلم البنت شيئاً عن عنوانها أو حتى رقم هاتفها مما أوقع اصحاب المحل في حيرة طالت حتى وصلت الأم الحنون!. وتلك الأم التي تركت ابنتها لتكون فريسة في يد ذئاب لم ترحم طفولتها ونهشت لحمها، وهي لا تدري حين أرادت ان يقاس لها فستانها لتحضر فيه مناسبة ما، تحولت الى جنازة وحزن إلى تلك الفتاة التي لن تهنأ بشبابها بعد اليوم بعد تلك الحادثة المرعبة التي حدثت لها!. وغيرهن من الأمهات اللاتي يتركن اطفالهن خاصة البنات في المجمعات مع الخادمة لعدة ساعات، وقد تتأخر لحين انتهاء العمل في تلك المجمعات، كل هؤلاء الأمهات يستحقون العقاب الكبير، العقاب الذي يرجع اليهن عقولهن التي نخر فيها الإهمال واللامبالاة وكأن هؤلاء الأبناء لم تتعب عليهم ولم تسهر الليالي في رعايتهم، وقد لا يكون هذا السهر والتعب قد حصل لأنه كان هناك من يسهر ويتعب من الخدم. ولا يمكن أن نبعد الأب عن تلك الحوادث فهو ايضا مسؤول عن ذلك، لأنه ترك الأمور كلها في يد الأم، ولم يسأل عن الابناء ومن يرافقهم في الترفيه واللعب في المجمعات ولم يسأل الأم عن المكان الذي توجد فيه الفتاة بل لم يعد وجوده واضحا في المنزل، ولم تعد نصائحه لها صدى بعد أن اصبح غيابه اكثر من وجوده، فاهمل الكل وجرى وراء شهواته ومصالحه واصدقائه الذين رأى فيهم الكل وأهمل الأهم في حياته وهم الأبناء. إننا نطالب بمعاقبة الامهات والآباء الذين يكونون سبباً في حدوث الحوادث للأبناء بسبب الإهمال والغياب، فالأب والأم هم المسؤولون عن هؤلاء الابناء في كل لحظات حياتهم حتى يصلوا الى بر الأمان وتحمل مسؤولية انفسهم وهذا الأمر يشمل ايضا الفتيات والشباب الأكبر سنا لأن هؤلاء يكونون احيانا اكثر حاجة لآبائهم وأمهاتهم. لقد تربت الاجيال السابقة برعاية الوالدين وإشرافهما، فكان هناك الرجال والنساء الذين حملوا مسؤولية النهضة والتقدم في البلاد وعاشوا في نوع كبير من الاستقرار رغم ضعف المعيشة وضنك الحياة. فلنكن نحن الآباء والأمهات بعيدين عن هذا العقوق حتى لا نستحق العقاب!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق