الاثنين، 20 فبراير 2012

أنت حائر!! التردد يضيع الكثير من الفرص

يعترينا في أحيان كثيرة التردد , خوفاً من الوقوع ضحية اختيار خاطئ, مايدفع البعض للمراوحة في المكان, والاستغراق في حالة من الجمود والثبات, مكبلين أنفسهم بحبال من الخوف والتردد, ليوفروا على أنفسهم المجازفة والفشل.
فما أسباب هذه الحيرة? ومتى تتحول إلى حالة مرضية تستدعي ايجاد الحل لها?‏
وأسئلة عدة كانت مدار نقاشنا مع اختصاصي علم النفس - الدكتور نزار عيون السود.‏
حالة طبيعية تنتاب كل إنسان‏
بداية عرَّف د. عيون السود الحيرة أنها حالة تنتاب كل إنسان عندما تعترضه مشكلة أو مهمة وعليه أن يختار حلاً أو رأياً بين مجموعة خيارات, والحيرة حالة طبيعية يمكن أن تنتاب الناس الأسوياء الطبيعيين, عندما يجدون أنفسهم أمام عدة خيارات, ولاتوجد لديهم المعلومات الكاملة عن مضمون هذه الخيارات.‏
- هل هناك فرق بين الحيرة والتردد?‏
الحيرة موقف زمني مؤقت, ويجب ألا يستمر طويلاً, كما ينبغي ألا يقف الإنسان السوي الطبيعي موقف الحيرة تجاه أي معضلة تعترضه, أما في حال تحول الحيرة إلى موقف دائم للفرد, تجاه كل مشكلة, فعندها يمكن أن تتحول إلى خاصية نفسية سلبية نسميها التردد.‏
التردد يعوق اتخاذ القرارات‏
والتردد سمة من سمات الشخصية, إذا مارسخت لدى فرد أثرت على نفسيته وسلوكياته وخياراته في الحياة, وإذا ما استمر التردد لديه, فإنه يمكن أن يحوله إلى شخصية مترددة, ومن ثم قلقة, وهذه بداية الشخصية غير السوية التي تعوق اتخاذ القرارات الصائبة.‏
> ما الأسباب التي تجعل الإنسان يقف موقف الحائر والمتردد تجاه خياراته?‏
> > في مقدمة هذه الأسباب يأتي عدم الثقة الكافية بالنفس, مايجعل الإنسان يعيش حالة دائمة من عدم الثقة بالقدرة على الاختيار الصحيح, وبالتالي يكون حائراً ومتردداً تجاه الكثير من المشكلات والمهمات الحياتية, عاجزاً عن اتخاذ القرار الصحيح لشكه بقدراته وامكاناته.‏
كما أن نقص المعلومات في الخيارات المتاحة تقود إلى هذه الحالة, فمن المفروض أن الإنسان الطبيعي عندما تتوافر لديه معلومات كاملة عن جميع هذه الخيارات بسلبياتها وايجابياتها, يسهل عليه اتخاذ القرار وانتقاء الخيار الأنسب بالنسبة لظروفه وامكاناته واستعداداته وطموحاته.‏
كما أن الوضع البيئي العائلي والاجتماعي غير المستقر, يزيد من حالة التردد وصعوبة اتخاذ القرارات, واختيار الحل المناسب للمشكلات في الوقت الملائم.‏
> هل هناك فئة عمرية أكثر عرضة من غيرها للوقوع في الحيرة?‏
> > عموماً نلحظ الحيرة والتردد في فئات عمرية مختلفة, وهنا نقصد الحيرة الطبيعية السوية, إلا أنها أكثر انتشاراً بين الأطفال والمراهقين, ويرجع ذلك إلى عدم اكتمال الشخصية في هذا العمر, ونظراً لما تتميز به مرحلة المراهقة من عدم النضوج وعدم وضوح الأهداف , وتقلب المواقف والمشاعر وعدم استقرارها.‏
- هل يمكن أن يكون للحيرة إيجابيات, وماسلبياتها التي تنعكس على الشخص العادي? بالنسبة للإيجابيات , فالحيرة يمكن أن تحمي الإنسان من الاندفاع والتهور في اتخاذ القرارات, فيتأمل بالعواقب والنتائج المحتملة, ويكون حريصاً باختبار الأصح, في حين إن استمرار الإنسان في الحيرة, وعدم اتخاذ أي موقف يحوله إلى شخص متردد بشكل دائم يضيع على نفسه فرصاً هامة, قد لا تتكرر, سواء في الانتساب إلى كلية أو تقديم طلب وظيفة أواستغلال فرصة سانحة, ويصبح التردد موقفاً في اتخاذ قرارات في وقتها المناسب.‏
بناء الذات وتعزيز الثقة بالنفس‏
> كيف يتخلص الحائر والمتردد من هذه الحالة?‏
> > يمكن علاج هذه الحالة من خلال تجاوز الأسباب التي أدت إليها, وخاصة عدم الثقة بالنفس, فيمكن أن يعمل الفرد تدريجياً ومن خلال مواقف تجريبية وسلوكية مختلفة على بناء ذاته وتعزيز ثقته بنفسه, كما يمكن التغلب على مشكلة نقص المعلومات بالبحث والتقصي والسؤال عن المعلومات المتعلقة بخيارات هذه المشكلة أوتلك, والمحاولة ما أمكن تحسين الوضع الأسري الذي يعوق في بعض الأحيان اتخاذ القرارات.‏
وعموماً يمكن أن ننصح أونوصي الإنسان المتردد بين عدة خيارات , أن يلجأ في هذا الموقف إلى الأسلوب الكتابي, وليس مجرد تقليب الخيارات في ذهنه , فيحدد المهمة كتابياً, ثم يسجل الخيارات المتاحة, ويتناول كل خيار على حدة, فيحدد إيجابياته وسلبياته, بصورة واضحة ومنتظمة ومنسقة, ثم يلقي نظرة هادئة ودقيقة ومعمقة على هذه الخيارات كي يقرر أيهما أفضل وأنسب بالنسبة له.‏
وأخيراً يمكن القول.. إن عنصر الزمن مهم جداً, وبالتالي هناك أشياء تحتاج للحسم بسرعة, ولا وقت نضيعه في التردد, فالحياة لا تنتظر.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق